الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

حين تتبعك هتافاتٌ ولا صوت لك..تذكّر أني مررت من هنا






كل شيء مغربي  غدا .. مبالغ فيه ..
البرد بحجم الحر.. والغضب بمقدار العطب.. وركوع  رفيق للجوع.. والتصدّي سيّد للموت وملك للهواجس..
كل شيء على قدرٍ متساوٍ من الخفاء والمكر الدفين والسرية الدهليزية ..
الله .. الملك وشركاؤه في اللعب والتقسيم. . مجدي الياسين ..رفاقه.. ولي العهد ونصف عقله.. المزرعة السعيدة بغازها وقمحها ..ليمونها ومعادنها..
. الشواطئ ملكية وهابية   والفنادق الخاصة فرنسية بزعماء يسرقون قوت فقرائهم..
 ثمّ ماذا ...؟؟ الجواب: ربما نحن الآن..
تلك هي المعادلة المغربية  الأكثر غرابة والأشدّ إرهاقا وإنهاكا وتعذيبا وتمزيقا..
 هناك قبل كل شيء ذوق رفيع قد انهزم...
أعرف أنه .. من  غير اللائق أن نُشير بأصابعنا الخمس الى موطن الخلل يكفي الإشارة الى القصر .. بطريقة موسم
حجازين الذكية في مسرحية كتبها احمد حسن .إنحطاط ناعم على مستوى ملكيّ وبنكهة أرستقراطية عالية المقام وبمؤسسات تقوم بشؤونها حسناوات مُبهِرات مبهرجات بألوان الفساد المالي والإداري والإنساني كبعض المُزيّفات العاملات في المؤسسة "المسخ" أم الربيع والتي لا تُشبه للمغرب في شيء ولا ينتمي للمغرب ولو في صينية قشّ او ثوب صلاة ..
 فمن المغاربة  سواي وسواك لتحريرهم وتحريضهم وتقويض ممالك الخوف المُستكين في دواخلهم..؟؟
 من لأولئك المغاربة البُسطاء الأشقياء الجميلين الرائعين غيري وغيرك لنُحبّهم كما هم ونتقبّلهم على ماهم عليه من طيبة وتسامح وكبرياء يرتدي أثواب الخنوع ..؟؟!!
من لأولئك الذين يستيقظون باكرا قبل العصافير كي لايسبقهم الى العذاب أحد...؟؟!!
 من لي..؟ من لك..؟ ومن سيصمد معي ولأجلي ومن سيسقط قريبا ومن لن يكون في حيرة من أمره إن جاءه فاسق بنبأي ونبأ قوم أكلت ألسنتهم قطّة القرصان..؟؟.
الصفوة السياسية حين تضع أفرادها أمام الشعب وتختار نفسها بنفسها
حين يصبح كل منهم وسيلة لبقاء الآخر .. داعما له وحارسا.. 
حين تنتفي المبادئ المثالية للمساواة والحرية وتطفو على السطح بروتوكولات المنفعة وضرورة اللذة وتحقيق المصلحة الشخصية ..عندها رددوا معي .. أسفي على ما وجدنا عليه كبار قومنا الذين هم في عيون الحقيقة والتاريخ مجرد أقزام وصعاليك ومرتزقة والأنكى من كل ذلك يريدوننا أن نكون مثلهم تماما..
  أخيرا وليس آخرا ..
قرأت عن ذلك الرسام الياباني الذي قضى عدة سنوات وهو لايرسم سوى الأعشاب وعندما سُئل لماذا العشب دائما قال:
يوم رسمتُ العشب فهمت الحقل ويوم فهمتُ الحقل أدركت سرّ العالم..
همنجواي فهم العالم يوم فهم البحر.. وبودلير أدرك المعنى الأعمق للحياة يوم فهم اللعنة والخطيئة..
 أما أنا كمغربي لايجيد استجداء رئيس حكمة الدجالين  مُزدحم ومُتعجرف فقد فهمتُ عالمي في اليوم الذي عرفت فيه الطريقة المُثلى التي قد تقودني الى حتفي بحكمة وكرامة وبمنتهى الحبور وبطريقة لن يُدركها أولئك الذين يظنّون أن البحر رحيم بربطات العنق او أن أسماك القرش قد لا تنتخب أجساد النواعم من أشباه الرجال الدجالين

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :

التعليقات :

إرسال تعليق

رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع وعدم الخروج عليه حتى لا يفقد الموضوع أهميته.