إن ما يحدث الآن من نزعات التدمير والتخريب الهمجي في بعض
الدول العربية التي اندلعت فيها انتفاضات وثورات شعبية يؤكد أن ثمة قابلية
للاستبداد لدى قسط كبير من الشعوب العربية، فالطاغية لا يمارس البطش والقمع
بنفسه وإنما بأيدي شرذمة من جنس هذا الشعب، ولا يطلق الطاغية النار بيده
على المتظاهرين العزل لقتلهم وإرهاب الآخرين، بينما يقوم التابعون الذين
يتفهمون رغبته ويمارسون مهمة القتل والتعذيب والتدمير بإخلاص وإتقان، كأنه
شيء عام ومألوف بينهم، لأن ثمة استعدادات نفسية فردية وجماعية للانهماك في
دائرة النظام القمعي- تغذيها شهوات تبادل المصالح- من أجل تمكين المستبد من
ترسيخ هالته الأسطورية ونقلها إلى رحاب المقدس، ليس هذا فحسب، فهذه الهالة
تسبق الحدث وتضمن بقاءه وإن كان مريضاً أو مجنوناً، بذلك تكون مؤسسة الفعل
المقدس جعلته بقوة الاعتقاد عبر عملية غسل طويلة ومستمرة للعقول، ومحاولة
محو لكل ما تبقى من قيم الحق.
يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : الشعب المطحون | صوت العقل والفكر الحر
أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :