الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الشعب المطحون







إن ما يحدث الآن من نزعات التدمير والتخريب الهمجي في بعض الدول العربية التي اندلعت فيها انتفاضات وثورات شعبية يؤكد أن ثمة قابلية للاستبداد لدى قسط كبير من الشعوب العربية، فالطاغية لا يمارس البطش والقمع بنفسه وإنما بأيدي شرذمة من جنس هذا الشعب، ولا يطلق الطاغية النار بيده على المتظاهرين العزل لقتلهم وإرهاب الآخرين، بينما يقوم التابعون الذين يتفهمون رغبته ويمارسون مهمة القتل والتعذيب والتدمير بإخلاص وإتقان، كأنه شيء عام ومألوف بينهم، لأن ثمة استعدادات نفسية فردية وجماعية للانهماك في دائرة النظام القمعي- تغذيها شهوات تبادل المصالح- من أجل تمكين المستبد من ترسيخ هالته الأسطورية ونقلها إلى رحاب المقدس، ليس هذا فحسب، فهذه الهالة تسبق الحدث وتضمن بقاءه وإن كان مريضاً أو مجنوناً، بذلك تكون مؤسسة الفعل المقدس جعلته بقوة الاعتقاد عبر عملية غسل طويلة ومستمرة للعقول، ومحاولة محو لكل ما تبقى من قيم الحق.

 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : الشعب المطحون | صوت العقل والفكر الحر
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :

التعليقات :

إرسال تعليق

رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع وعدم الخروج عليه حتى لا يفقد الموضوع أهميته.