"أيُّها المحروم من أي شيءً والمفجوع في كلّ شيء، أيّها
الساكن في برزخ بين فراغين لا يبغيان، أيّها المقذوف به فجأة في الخواء بين
الجموع، أيّها السائل عن بقايا الحلم البشريّ في الترانيم المقدّسة، تدرك
أنّك في ميقات يوم غير معلوم، ستشدّ رحالك عن الزمان والمكان، راحلاً أو
مرتحلاً، فتوطّن نفسك على هذا الفقد منذ الآن، وفي قرار نفسك تتمنّى لو كان
الموت مجرّد برزخ يعقبه انبعاث، تتهيّب من رحلة الفلك الجاري في ظلمة
العدم اللانهائية، وترتاب أن يُقذف بك في غياهب الغياب فتنساك الآلهة
والأبناء ولا يذكرك التراب ولا يتذكّر وجهك الماء"
يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : أيُّها المحروم من أي شيءً | صوت العقل والفكر الحر
أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :